ويُعد هذا التطور الأبرز على الساحة الدبلوماسية السودانية منذ أشهر، في ظل تعثر مفاوضات جدة وجنيف والرباعية ومنبر الاتحاد الأفريقي لكن السؤال المطروح: ما الجديد الذي يمكن أن تحمله هذه المساعي دون المساس بوحدة السودان؟
يعلّق النور جادين وهو أحد المحللين قائلاً: "أنا متفائل، ولكن ليس بتفاؤل كبير. بالنظر إلى ما حدث في غزة، حيث تم التوقيع على اتفاقيات لكن استمرت "إسرائيل" في ضرب الفلسطينيين، نجد أن كثيراً من المبادرات تبقى مجرد أقوال من قبل ترامب. لكن التنفيذ على أرض الواقع صعب، ولذلك هناك تعقيدات كثيرة. هذا لا يجعلنا نتوقع أن تُحل المشكلة غداً. قد ينشغل ترامب بقضية أخرى في العالم ويتركنا لحالنا، ولكن أعتقد أن السعودية لو أصبحت جادة وضغطت، نستطيع بإذن الله تحقيق بعض المعادلات التي تعيد السلام للسودان."
ميدانياً، يسيطر الجيش السوداني سيطرة شبه كاملة على عدد من المحاور في ولايات كردفان، خاصة مدينة بارا شمال كردفان، مع الحفاظ على تأمين المناطق التي يسيطر عليها حتى لا تتكرر تجربة الانسحابات السابقة.
شاهد أيضا.. الرئيس الأميركي يعلن بدء العمل الفوري لإنهاء النزاع في السودان
أما قوات الدعم السريع، فعقب فشلها في التقدم نحو مدينة الأبيض شمال كردفان، اتجهت صوب مدينة بابا نوسا غربها، والتي تضم أكبر حامية عسكرية في تلك الولاية.
لكن أبناء قبيلة المسيرية في قوات الدعم السريع رفضوا قتال أهاليهم الذين يشكلون معظم سكان مدينة بابا نوسا، ما أدى إلى انقسامات قوية داخل قوات الدعم السريع.
وتتفاقم الأزمات الإنسانية في شمال دارفور، خاصة في ظل عمليات النزوح التي تواجه انتهاكات من قبل قوات الدعم السريع، من قتل على الهوية وتعذيب واعتقالات، بينما تزداد معاناة آلاف النازحين الذين استطاعوا الوصول إلى الولاية الشمالية والعاصمة الخرطوم بسبب نقص الغذاء والدواء.
ومع ارتفاع وتيرة الاشتباكات في غرب السودان، يترقب الشارع السوداني المبادرة الأمريكية السعودية بحذر وبصيص من الأمل، فقد خُذل كثيراً في مبادرات سابقة أطلقها خبراء العالم لحل الأزمة السودانية.
التفاصيل في الفيديو المرفق ...